الجندر في الإعلام وإشكالية فهمه

ما يزال مفهوم الجندر في الإعلام يعاني من قلة اهتمام لدى الكثير من الإعلاميين، وانحيازهم بنفس الوقت إلى تكريس المفهوم النمطي السائد في التمييز بين الجنسين في الإعلام، ولذا ظهرت الحاجة إلى إدماج المفهوم في المواد الإعلامية وتدريب الإعلاميين عليه.

فالصورة التي ما تزال وسائل الإعلام تعكسها حتى الآن هي الصورة النمطية في الثقافة السائدة في أي مجتمع، والتي تظهر الرجال دائما في الصدارة وفي الدور القيادي، فيما تقصي النساء في الأدوار النمطية التقليدية

(في البيت وتربية الأبناء) أو في الصورة السلبية باستخدامها كجسد جميل للترويج للسلع في الإعلانات.

جاء ذلك في توصيات جلسة (مفهوم الجندر في مؤسساتنا الإعلامية) والتي قدمت ورقتها الدكتورة عصمت حوسو الأستاذة في كلية العلوم التربوية في جامعة البتراء، خلال مؤتمر الإعلاميات العربيات الخامس الذي يقام في عمان في الفترة 18-22 أيلول.

واعتبرت حوسو أن الإعلام بكافة أنواعه (المسموع والمقروء والمرئي) وما يتضمنه اليوم من تلفزيون الواقع، من اكثر الوسائل تأثيراً في تقديم النماذج الجندرية. “فالإعلام يعكس الثقافة لسائدة في المجمع ويعززها لدى الاطفال الذين لم يصلوا لسن يستطيعوا فيه التمييز بين الخيال والواقع، فما يرونه يجعلهم يكتسبون الدور الجندري الملائك لجنسهم”.

وبرأيها فإن الصورة غالباً ما تكون مشوهة؛ فيظهر الذكور في المواقع القيادية والسياسية الهامة، ويظهر المرأة في البيت ترعى الأطفال والزوج، ويظهرها في هذا الدور بطريقة مهمشة، مقللاً من قيمتها على الرغم من أهمية دور الأمومة فتظهر كدور ثانوي، والرجل بدور رئيسي أساسي.

كما اكدت حوسو أن معظم الصور التي تعرض في الإعلام لا تعبر عن حقيقة دور المرأة وأهميتها وقدرتها وما وصلت إليه عبر التاريخ وما هي عليه الآن، وإذا حاول الإعلام تقديم صورة جيدة عن المرأة فتكون عن مساهمتها في بعض النشاطات الاجتماعية التي لا تخرج عن إطار دورها التقليدي.

وتوصلت الجلسة في نهايتها الى مجموعة من التوصيات فيما يخص مفهوم الجندر، وأهمها: أنه يجب تدريب الكوادر العاملة في وسائل الإعلام من ذكور وإناث على هذا المفهوم، وخاصة ما يتعلق بأخلاقيات الجندر في وسائل الإعلام حتى يستطيع كل إعلامي وإعلامية الإلمام بالمفهوم أولاً، ثم إدماجه في كافة المواد والرسائل الإعلامية التي يقدمونها.

Leave a comment